اكتشاف نظام شمسي بعيد يحوي خمسة كواكب سيارة

إكتشف الفلكيون كوكبا خامسا يدور حول شمس بعيدة، وبذلك يكون قد وضع إشارة لأول مرة باحتمال وجود نظام شمسي آخر قد تكون له مداراته أيضا. ويطلق على النجمة المركزية تلك تسمية 55" كانكري" التي يوجد فيها أصغر وأكبر الكواكب السيارة في المسارات مشابهة لتلك الموجودة في نظامنا الشمسي . ويقول الفلكيون أنه بينما تختلف تلك الكواكب في دورتها عن تلك الموجودة في نظامنا الشمسي من ناحية الحجم والبعد عن الشمس ، إلا أن الواقع أنها جميعا تدور في مدارات ثابتة بالغة الأهمية الى حد كبير. يقول الفلكي جيوف مارسي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي " نحن نعرف الآن أن شمسنا ومجموعتها ليست فريدة، فمجرة "درب التبانة" تحوي 200 بليون نجمة وبلايين الأنظمة الشمسية، ونتوقع أن الكثير من مواقع الأرض تشبه الكواكب السيارة". ويقول الفلكيون "بينما يوجد عددا لاحصر له من الكواكب الأضافية أو الكواكب الرئيسية مستقرة في مكان بعيد جدا، إلا أن الملايين منها ينتظر إكتشافها". والكوكب الخامس الذي لم يكتشف لسنوات بسبب كونه يختبئ بين مداري كوكبين آخرين قد تم إستبيانه في وقت سابق، ويبدو كما لو أنه بقعة غازية كبيرة تشبه كوكب المشتري أو زحل ولهذا فهو لايصلح للحياة . ولكن مداراته التي تسمى بـ "المنطقة المأهولة" من مجموعة النظام الشمسي وهي عبارة عن شريط حول النجم حيث الحرارة الموجودة هناك تتيح للمياه السائلة بتكوين بركة على أسطحها الخارجية الصلبة. يقول الفلكي ديبرا فيشر من جامعة سان فرانسيسكو" إن الكواكب الجبارة الغازية في نظامنا الشمسي كلها لها أقمار كبيرة، ولو كان هنالك أي قمر جديد يدور حول هذا الكوكب الضخم فمن المحتمل أن تكون له برك تحوي مياه سائلة على السطح الصخري". يقع النجم "55 كانكري" ضمن مجموعة برج السرطان أي مايقارب على بعد 41 سنة ضوئية. وله كتلة مساوية تقريبا لكتلة الشمس ويمكن رؤيته بسهوله بواسطة التلسكوب. وأن الكواكب التي تدور فيها صغيرة جدا لكي ترى حتى مع أقوى أنواع التلسكوبات وقد تم تعيين موضعها وصفتها بواسطة" مقياس تذبذب جاذبيتها" التي تحدث جراء حركة الشمس. وباستخدام "طريقة تذبذب الجاذبية" إضافة الى البحث عن البقع البعيدة في المظهر الخارجي للنجوم، إستطاع الفلكيون من تصنيف 260 كوكبا رئيسيا تقريبا منذ أول إكتشاف حدث في بداية التسعينيات معظمها كانت كواكب منفردة تدور حول الشمس مع حالات قليلة لثلاث أو أربعة كواكب في النظام الشمسي. إن الكوكب الأقرب الى"55 كانكري"يعتقد أنه بنفس حجم الكوكب نبتون ويدور حول النجم بأقل من ثلاثة أيام.أما الكوكب الثاني فهو أصغر من كوكب المشتري ويكمل دورته كل 14.7 يوم. والكوكب الثالث مشابه في مجمله للكوكب زحل وينهي دورة واحدة كل 44 يوما، وقد أكتشف حديثا كوكب رابع له نفس حجم الكوكب زحل ويكمل دورته في 260 يوماً، أما الكوكب الأبعد فهو ضخم جدا بحيث يفوق حجم الكوكب المشتري بأربع مرات ويكمل دورته حول الشمس كل 14 سنة. يقول الباحثون أنه من المحتمل وجود كواكب أخرى أصغر في الفضاء الشاسع بين الكوكب الرابع والكوكب الخامس ولكن لا يوجد تلسكوباً قوياً بما يكفي لاستبيانهم أو قياس تأثيراتهم على النجوم. وقد إستلزم إكتشاف دوران الكواكب الخمس "55 كانكري" 18 عاما متواصلا من البحث بأستخدام تلسكوب "شين" بمرصد شمالي كاليفورنيا. وبينما يتم إكتشاف الكوكب الخامس سيحقق الفلكيون إنجازا جديدا يقول عنه مارسي أنه إشارة لبداية أفضل من النهاية. ويضيف " إن إكتشاف كوكب خامس من الكواكب الرئيسية تدور حول النجوم مجرد خطوة صغيرة واحدة فالأرض مثل الكواكب ستكون غايتنا المقصودة التالية". وقد تم تمويل البحث من قبل وكالة ناسا ومؤسسة العلوم الوطنية اللذين أوليا أسبقية عالية في إكتشاف الكواكب الرئيسي

عن جريدة الصباح