مضمون علم النفس البيئي وأهم موضوعات دراسته :وخير توضيح لمحتوى علم النفس البيئي استعراض ما تناوله كتاب رائد صدر في هذا الموضوع لمؤلفه بول بيل ومعه لفيف من زملائه عام (1990) وسبق لهذا المؤلف أن صدر في طبعته الأولى في عام (1978) ولقد جاء الكتاب متضمنا الموضوعات الآتية :
يتساءل المؤلفون ما هو علم النفس البيئي ؟
ما هي الضرورة التي حدت بظهوره كفرع مستقل من فروع علم النفس الحديث ؟
كيف يعبر علم النفس البيئي عن موضوعات دراسته ؟
كيف يدرس هذا العلم مشاكل البيئة ؟
الإدراك الحسي للبيئة وتقدير عناصرها ومؤثراتها .
المعرفة بالبيئة أو المعرفة البيئية، أو الوعي بالعناصر البيئية أو الثقافة البيئية او التربية البيئية.
النظريات التي تفسر العلاقة بين البيئة وسلوك الإنسان ولكن البيئة لا تؤثر فقط في سلوك الإنسان وإنما تؤثر في نموه وتكوينه وبنائه وشخصيته وصحته الجسمية والعقلية والنفسية ومدى إصابته بالمرض او تمتعه بالصحة والعافية وتؤثر البيئة كذلك في إتجاهات الإنسان وميوله وأفكاره وآرائه ومعتقداته. وفي سمات شخصيته.
أنواع الضوضاء وآثارها.
العلاقة بين المناخ وسلوك الإنسان، أي الحرارة والبرودة والأمطار والجفاف.
تأثير الكوارث والأزمات على نفسية الإنسان.
الأخطار البيئية.
تلوث الهواء.
المكان أو الحيز الذي يحتله الشخص وحدود هذا الحيز.
تأثير الزحام وشدة الكثافة السكانية على صحة الإنسان وسلوكه.
ظروف المدن الكبرى.
العمارة والتصميم المعماري وأثرها على السلوك.
دراسة تأثير الألوان والموسيقى والأشكال وطرق الإتصال او التفاعل بين عناصر البيئة التي تؤثر في بعضها البعض وتؤثر في الإنسان وتتأثر به.
الظواهر الجمالية.
الإدراك المكاني والزماني والسمعي والبصري.
ظروف التهوية وتجديد الهواء ومدى توفر النوافذ والمظلات والمناور والهوايات في المباني وفي المصانع.
دراسة الأثاث وتأثيره.
دراسة تأثير الفقر والمعيشة في المناطق العشوائية ومدن الصفيح.
ويكمن دور علم النفس البيئي وكل مؤسسات المجتمع في الوقت الراهن في محاولة جعل هذه العلاقة إيجابية لا سلبية بحيث نستفيد نحن والبيئة معا . وهذا العلم الناشيء يفيد المجتمع ويتصل إتصالا مباشرا بالحياة اليومية وموضوعه العام هو العالم المحيط بنا كله : عالم الإنسان والحيوان والنبات والأحداث والمؤسسات والمصانع وما إلى ذلك . ومعروف أن البيئة تشمل أشياء : طبيعية ....وصناعية ، وهي تحتاج لتوفير التوازن والنظام بين عناصرها . فكل شيء في الكون موجود ، وموجود بمقدرا ، وتعتمد عناصره على بعضها البعض فإذا تغير عنصر منها تبعه تغير في عنصر آخر فزيادة درجة الحرارة تؤدي إلى تغيير الضغط الجوي وهذا التغير قد يكون ضارا بالبيئة .
تعاظم إساءة الإنسان إلى بيئته :
لقد تراكمت وتعاظمت وتفاقمت إساءة الإنسان إلى البيئة جراء الإهمال واللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية والجهل والعبث تجاه البيئة ، التي هي في واقع الحال (( الحضانة )) التي نتربى فيها أو (( الرحم )) الذي ننمو فيه نحن ندمره بأيدينا ونناصبه الخصومه والعداء عن قصد أو بدون قصد من ذلك خرق طبقة الأوزون وإلقاء النفايات والفضلات والمخلفات المنزلية والصناعية في مجاري المياه العذبة بما في ذلك نفايات المستشفيات المليئة بالجراثيم والعدوى ويلقى بها عبثا . ومن ذلك غسيل الأواني في المياه النظيفة في الترع والأنهار إلى جانب قضاء الحاجة بها . لقد عمل الإنسان على القضاء على مناطق الخضرة والحدائق المنزلية وساعد في نشر تلوث الهواء وتلويث المياه مع إسرافه في إستخدامات الطاقة غير النظيفة كالبنزين والسولار والزيوت والشحوم وساعد في حدوث الزحام والتكدس السكاني وتلاصق المباني ، وضيق الشوارع والقضاء على الساحات الفسيحة تلك التي كانت تعمل عمل الرئة للمدن وأسهم في زيادة معدلات الضوضاء وزيادة حوادث التسمم وسرعة إنتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان والعكس . إلى جانب التلوث الناجم من الإنفجارات النووية وتسرب الغبار النووي من المفاعلات ودفن النفايات في البلدان الفقيرة وإجراء التجارب النووية.
وعلم النفس البيئي محاولة علمية للإستهام حماية البيئة وحل مشاكلها المتزايدة بل والعمل على تحسينها وتجميلها وتنميتها مما يبرز نشأة هذا العلم الناشيء . إن معظم مشاكل البيئة هي من (( صنع الإنسان )) ولذلك فإن علاج مشاكل البيئة يكمن في تعديل سلوك الناس وإتجاهاتهم وميولهم وأفكارهم ومعلوماتهم ووعيهم حول البيئة ، ونمو حب البيئة والإنتماء إليها والإرتباط بها والشعور ب (( التوحد )) بين الإنسان والبيئة . ونحن وبيئتنا جزء واحد لا يتجزأ وكيان واحد . والإيمان بأن إيذاء البيئة يرتد علينا وعلى غيرنا بالأذى والضرر . وضررها عام وشامل للطفل والكبير والشاب والغني والفقير.
من الآثار النفسية للبيئة أن التسمم بالرصاص يؤدي إلى الضعف العقلي وكذلك دخول الإشعاعات يؤثر في الحالة العقلية والنفسية للإنسان كما يؤثر في الأم الحامل . والأمراض الناجمة عن التلوث الغذائي أو المائي تثر بدورها في الحالة العقلية ، كالسل والسرطان والبلاجرا والبري بري وفقر الدم والإسقربوط والإيدز.
من خلال دراسة البيئة وعناصرها وآثارها يمكن دراسة جميع فروع علم النفس حيث دخل في تصميم المباني الجديدة مدى حمايتها من الضوضاء ومن الإنهيار ومن الرطوبة وتوفر الإضاءة الجيدة والتهوية الجيدة لذلك لا بد من إستفادة مصممي المباني من المعلومات السيكولوجية قبل أن يشرعوا في إقامة المباني .
منقول