شوال 1339هـ ـ 1 يوليو 1921م
وقعت بلاد المغرب فريسة للاستعمار الإسباني والفرنسي
المشترك، حيث احتل الإسبان شمال المغرب واحتل الفرنسيون جنوب المغرب، وكان
الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي أول من قاد المقاومة المغربية ضد
الاحتلال الإسباني، وقد تزعم قبيلة «ورياغل» واتخذ من بلدة «أغدير» عاصمة
له، وقد حاول الإسبان أول الأمر استعراض قوتهم، فقام الجنرال «سلفستر»
قائد قطاع «مليلة» بحشد قوة عسكرية كبيرة، واتجه بها نحو منازل قبيلة
«ورياغل» واحتل مدينة «أنوال» فأرسل إليه الأمير محمد يحذره من التقدم
أكثر من ذلك، فلم يبال الجنرال بهذه التحذيرات واحتقرها ثم واصل تقدمه
مسافة اثني عشر كيلو مترًا بعد مدينة «أنوال»
اقترب الإسبان من بلدة «أغدير» فقام الأمير محمد بهجوم
معاكس داهم به الإسبان في 25 شوال 1339هـ ـ 1 يوليو 1921م دحر فيه القوات
الإسبانية وردهم على أعقابهم حتى أخرجهم من مدينة «أنوال» التي احتلوها من
قبل، وأبيد الجيش الإسباني عن بكرة أبيه، واعترفوا بمقتل خمسة عشر ألف
جندي وخمسمائة وسبعين أسيرًا، وكميات كبيرة من العتاد الحربي منها: 30 ألف
بندقية، 400 مدفع رشاش، 129 مدفع ميدان، ولم ينتبه الأمير محمد إلى ما
أدركه من نصر كبير وحاسم، إذ لو تابع القتال لما وجد أمامه قوة ولدخل حصن
«مليلة» دون مقاومة، ولأنهى وضع الإسبان في تلك النواحي بالكلية.