عبد السلام بارودي
لا يمكن فهم طريقة التوظيف في وزارة التربية إلا بمنطق الحظ، فقد استثنت التعليمة التي وجهتها الوزارة لإدماج المتعاقدين الذين يشغلون مناصب شاغرة، المتعاقدين الذين شغلوا في السابق مناصب مماثلة· وهو ما يعني أن التوظيف أصبح ضربة حظ إذ إن قرار الوزارة أغفل المسار الطويل من العمل لفئة كبيرة من حاملي الشهادات العليا ذنبهم الوحيد أن عقودهم انتهت بنهاية السنة الماضية أي بعد ظهور نتائج المسابقات،
بل إن بعضهم لايزال اسمه يترنح في قائمة الناجحين الاحتياطيين لا لشيء إلا لأنهم ''ربما'' لم يعتصموا ولم يتظاهروا ولو فعلوا ذلك لسارعت الوزارة إلى توظيفهم·المطلوب من وزارة التربية إعداد الأطر الصحيحة لعملية الإدماج تفاديا لتكرار سيناريو الاعتصامات أمام الرئاسة وأماكن أخرى تحولت إلى ساحات لمطالب اجتماعية· المطلوب تجفيف منابع التوتر الاجتماعي بدراسة كافة الحالات الخاصة بالمتعاقدين الحاليين والسابقين الذين آمنوا ذات يوم بمبدأ التوظيف عن طريق المسابقات والذين يوجدون في قوائم الناجحين الاحتياطيين· فمن غير المعقول أن يتم رميهم لأن الظروف تفرض تسوية أولوية ما بتجاوز الأطر القانونية القائمة·لا يعقل أن يخضع مستقبل الشباب من المتحصلين على الشهادات العليا الذين لم تسمح لهم الظروف بإتمام عملهم كمتعاقدين إلى غاية 17 مارس الماضي بالشمال و28 مارس بالجنوب، إلى ضربة الحظ، فهذا أمر من شأنه أن يؤسس للعشوائية والمزيد من الاحتجاجات· وإذا كانت هناك نية حسنة لتسوية هذا المشكل فإن الوزارة مدعوة لتسوية الملف من كل جوانبه، فقد تحول قرارها الأخير إلى مصدر توتر جديد عندما أغفلت أمر الناجحين في الاحتياط والمتعاقدين السابقين واكتفت بحل جزئي للمشكلة المطروحة·