دعا مسعود بوديبة مكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أمس، وزير التربية إلى فتح تحقيق بشأن الثانويات التي لم تأخذ بعين الاعتبار تقارير أساتذة أقسام النهائي بخصوص إنجاز البرامج الدراسية، كي تعتمد عليها لجنة تقييم البرامج في تحديد عتبة الدروس بالنسبة للمرشحين لاجتياز شهادة البكالوريا.
وقال بوديبة في اتصال مع الشروق بأن حالة الارتباك التي يعيشها طلبة أقسام السنة الثالثة ثانوي مردها إلى عدم تمكن الكثير من الثانويات من إتمام البرنامج الدراسي، بسبب تعمد التلاميذ هجران مقاعد الدراسة مباشرة بعد إجراء البكالوريا التجريبية منتصف شهر ماي المنصرم، فضلا عن انتشار شائعة إقصاء دروس الفصل الثالث من امتحانات البكالوريا، مما حال دون تمكن الأساتذة من إنجاز ما تبقى من الدروس، فضلا عن تجاهل مسؤولي بعض الثانويات التقارير التي يعدها الأساتذة عند نهاية كل موسم دراسي حول مدى تقدم الدروس، كي تعتمد عليها اللجنة الوطنية لتقييم البرامج في تحديد عتبة الدروس بالنسبة لأقسام السنة الثالثة ثانوي.
وشدد المصدر ذاته على ضرورة أن تفتح وزارة التربية الوطنية تحقيقا بشأن الثانويات التي تقاعست في إبلاغ لجنة تقييم البرامج بقائمة الدروس التي لم يتم إنجازها خلال السنة الدراسية، مما أثر على عمل اللجنة ذاتها التي حددت مؤخرا عتبة الدروس، موضحا بأن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد كان قد طمأن التلاميذ خلال شهر فيفري الماضي بأن تحديد عتبة الدروس بالنسبة لأقسام النهائي ستأخذ بعين الاعتبار آخر الدروس التي تم تلقيها في كافة المواد والشعب، كما تعهد الأساتذة بعدم شن إضرابات لعدم التأثير على طلبة النهائي.
وتعد ولايتا العاصمة وبجاية من أكثر الولايات تضررا من عدم إتمام برامج السنة الثالثة ثانوي، وهو ما يدعو الثانويات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة حسب تأكيد مسعود عمراوي المكلف بالإعلام للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، موضحا بأن إقحام دروس لم يتلقها التلاميذ ضمن امتحانات شهادة البكالوريا معناه أن العتبة غير سليمة، منتقدا عدم حرص الأولياء على إلزام أبنائهم بمواصلة الدراسة إلى غاية إتمام كافة الدروس.
وطمأن المتحدث بإمكانية استدراك ما تبقى من الدروس خلال الأيام التي تفصل عن إجراء شهادة البكالوريا، عن طريق التركيز على ما هو أساسي فقط، وهو ما أكد مسعود بوديبة معلنا بأن الثانويات باشرت فتح أبوابها بداية من أمس لفائدة طلبة النهائي من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الرابعة بعد الزوال، حيث قرر الأساتذة مساعدة التلاميذ على إنجاز الدروس المتبقية تماشيا مع العتبة التي حددتها الوزارة، وفي وقت كان يفترض أن يتم تخصيص الأيام التي تفصل عن الامتحانات للمراجعة.
وانتقد ممثل الكنابست الدروس الخصوصية التي يقدمها الأساتذة لفائدة طلبة النهائي، "لأنها تقدم بطريقة عشوائية، فهي تلقن التلاميذ طريقة حل المسائل والتمارين على حساب التحصيل العلمي".