صوت الأحرار:
وزارة التربية تستأنف الحوار مع النقابات لإنهاء الإضراب.
على هامش الإضراب الوطني المتواصل، اجتمع أمس أبو بكر خالدي أمين عام وزارة التربية بقيادة اتحاد عمال التربية والتكوين، ناقش وإياها المطالب المرفوعة، والإضراب الجاري من جميع الجوانب، مع سرد عواقبه ومضارّه على التلاميذ، قبل أن تُرفع النتائج المحصل عليها في هذا الاجتماع إلى الدورة الطارئة للمجلس الوطني للاتحاد المنعقدة مساء أمس، التي أُبقي عليها مفتوحة منذ يوم الأحد، ويناقش مصير الإضراب مع نقابة »كناباست«،التي ستعقد هي الأخرى دورة طارئة لمجلسها الوطني اليوم.
هارون. م. س
يتواصل إضراب عمال التربية لليوم الثالث، وسط تضارب في نسب الاستجابة المسجلة عبر كامل التراب الوطني، حيث أكد أمس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن النسبة الوطنية تراوحت بين 72 و97 بالمائة، وسجلت ولاية أدرار أقل نسبة، قدرها الاتحاد بـ 65 بالمائة، فيما سجلت النعامة أعلى نسبة بـ 97 بالمائة، فيما تراوحت نسب الولايات الأخرى بين هاتين النسبتين بشكل متفاوت. وأعطى الاتحاد الوطني لولاية وهران نسبة 80 بالمائة للطور الثانوي، و90 بالمائة للطور المتوسط، فيما قالت مديرية التربية لنفس الولاية أن نسبة الاستجابة عموما لم تتجاوز 22.19 بالمائة. وحدد الاتحاد نسبة الاستجابة في تلمسان بـ 89 بالمائة، في الوقت الذي قالت فيه مديرية التربية أنها بلغت 50.69 بالمائة. وحدد الاتحاد نسبة غليزان بـ 93.57 في الابتدائي، و 85.05 بالمائة في المتوسط، و 77.27 بالمائة في الثانوي، فيما قالت مديرية التربية أنها لم تتجاوز نسبة 35.66 بالمائة في الابتدائي، و 28.8 بالمائة في المتوسط، و 37.9 بالمائة في الثانوي. وحدد مدير التربية في ولاية عين تموشنت نسبة الاستجابة بـ60.31 بالمائة، فيما قال الاتحاد أنها بلغت 89.73 بالمائة في الثانوي، و 100 بالمائة في الابتدائي والمتوسط.
وفي الوقت الذي حدد فيه الاتحاد نسبة الاستجابة في ولاية قسنطينة بـ 90 بالمائة، قالت مديرية التربية أن النسبة لم تتجاوز 24.74 بالمائة. وفي الوقت الذي قال فيه الاتحاد أن نسب الاستجابة في باقي ولايات شرق الوطن تراوحت بين 85 و 95 بالمائة، قالت مديريات التربية أن متوسط معدل الاستجابة تراوح بين 20 و 25 بالمائة. ودون الغوص في هذه الحرب بين مديريات التربية والنقابات بالأرقام، في رفع نسب الاستجابة إلى أعلى المستويات وخفضها إلى أدناها، فإن وزارة التربية، التي قدرت نسبة الاستجابة وطنيا بناء على ما وصلها من مديريات التربية )في الابتدائي بـ 27 بالمائة، وفي المتوسط بـ 31 بالمائة، وفي الثانوي بـ 36 بالمائة(، هي أعلم من غيرها بالنسب الحقيقية، لأنها تتحصل عليها من جهة ذات مصداقية، وقد يكون هذا الذي تعرفه وتقدّر عواقبه هو الذي جعلها تتحمل المسؤولية بكل شجاعة وتجتمع أمس بالقيادة الوطنية لعمال التربية والتكوين، وتستأنف الحوار والتفاوض معها للتدقيق في المطالب وحصرها بالقدر الذي يسمح بعودة المضربين إلى العمل، رغم أنها كانت أعلنت للرأي العام أن الإضراب الجاري ليس له مبررا، وأن المطالب استُجيب لها.
وما خلُص إليه هذا الاجتماع كان جوهر ولبّ الدورة الطارئة للمجلس الوطني للاتحاد مساء أمس، ومُحتمل أن يُعاد النظر في الإضراب الجاري بالقدر الذي يتماشى والنتائج العملية المتوصل إليها في اجتماع أبو بكر خالدي، وربّما وبنفس الدرجة تقريبا يناقش المجلس الوطني لنقابة »كناباست« موضوع الإضراب والمطالب في دورة اليوم. وأمام هذا الاستعداد شبه الجاهز في الحوار الفوري، الذي بادرت إليه وزارة التربية، يُمكن القول أن خطوات إيجابية في تأمين المطالب قد تتحقق، وفي مقدمتها مطلب البت في الخدمات الاجتماعية، التي قال عنها الرئيس السابق للاتحاد سدّي شيد، »أننا لا نخاف الاستفتاء، بل نخاف السؤال الذي يُطرح فيه، وباقي المطالب المتعلقة بالاستعدادات الذاتية لوزارة التربية نفسها.