علوم إسلامية : الإسلام والرسالات السماوية السابقة
وحدة الرسالات السماوية :
قال الله تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه ) الشورى 13
من المعلوم أن جميع الرسالات السماوية تجتمع على أمرين أساسيين هما :
المصدر : فصاحب الرسالات السماوية هو الله ، فالله عز وجل وحده منزل الكتاب وهو مرسل الرسل بالهدى ودين الحق .
الغاية : وغاية جميع الرسالات السماوية هو الحق ، فالحق هو دعوة الأنبياء جميعا .
قال عز وجل : ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ) البقرة 213
الإسلام :
لفظ الإسلام : مأخوذ من مادة السلام الذي يعني الطمأنينة والأمن والسكينة ، فهو يحمل إلى البشرية الهدى والنور والخير والرشاد.
تعاليم الإسلام : الإسلام يوجب العدل ويحرم الظلم وتعاليمه السامية وقيمه الرفيعة تتجه إلى المودة والتعاون والإيثار والتضحية وإنكار الذات وغير ذلك ..
وهو بعد ذلك كله يحترم العقل الإنساني ويقدر الفكر البشري ويجعلهما وسيلتين من وسائل التفاهم والإقناع .
علاقة الإسلام بالأديان الأخرى :
قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) الحجرات 13
الإسلام يحرص على أن يكون أساس علاقته مع الأديان والشعوب الأخرى هو التعارف والتعاون وتبادل المصالح الإقتصادية والسياسية وغيرها في إطار السلام العام .
ولا يجوز أن ينجر عن هذا التعارف والتعاون المحبة والمودة لأن الله عز وجل حرم ذلك فقال جل وعلا : ( يا أيها الدين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة 51
وقال سبحانه : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) المجادلة 22
والإسلام جاء ليرد الناس إلى الاستقامة الحقيقية بعد الإنحراف الذي طرأ لهم بسبب تزوير وتحريف التوراة والإنجيل من أعداء الله الذين يبغونها عوجا . وجاء الإسلام أيضا ليقر ما دعا إليه الأنبياء الذين سبقوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من توحيد الله وإقامة الحق والعدل في الأرض .
النصرانية :
لفظ النصرانية : مأخوذ من النصرة التي طلبها منهم عيسى عليه السلام ، قال تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) الصف 14
وتسمى هذه الديانة أيضا ” المسيحية ” نسبة إلى المسيح .
أهم كتب النصرانية : الشيء الذي نعلمه من كتب النصرانية :
العهد القديم : وهو التوراة الذي هو المصدر الأساسي والقديم للديانة النصرانية .
العهد الجديد : وهو كتاب الإنجيل ، والأناجيل كثيرة عند المسيحيين وهي :
إنجيل لوجا ، إنجيل يوحنا ، إنجيل متى ، إنجيل مرقس .
أهم فرق النصارى :
الأرثوذكس : أغلب أصحابها يسكنون في المشرق .
الكاثوليك : أصحابها ينتمون إلى روما .
البروتستانت : يدعي أصحابها أنهم أرادوا الإصلاح بسبب عنف الكنيسة الكاثوليكية ، فانفصلوا عن الفرقتين السابقتين ووضعوا نظاما خاصا بهم .
أهم معتقداتهم :
التثليث : أي أن الله ثلاثة : الله ، الإبن ، الروح القدس
الغفران : للقسيس الحق أن يقبل توبة الإنسان المخطئ ويطهره من الذنب ويسقط عنه العقوبة .
إن أصول العقيدة النصرانية تتلخص فيما يسمونه بالأمانة الكبيرة وهذا نصها : ( نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الكل مالك كل شيء مانع مايرى ومالا يرى وبالرب الواحد يسوع بن الله الواحد بكر الخلائق كلها الذي ولد من ابيه قبل العوالم كلها وليس بمصنوع إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت وصار إنسانا وحبل به وولد من مريم البتول وصلب أيام ( بيلاطس الملك ) ودفن وقام في اليوم الثالث كما هو مكتوب وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأحياء والأموات . ونؤمن بروح القدس المحيي المنبثق من ابيه الذي بموقع الأب والإبن يسجد له ويمجد الناطق بالأنبياء وبكنيسة واحدة مقدسة رسولية وبمعبودية واحدة لمغفرة الخطايا وتترجى قيامة الموتى والحياة والدهر العتيد آمين )
اليهودية :
اليهود أمة سامية قديمة النشأة وأصلهم نبي الله يعقوب ابن إسحاق إبن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام.
وكلمة اليهود مأخوذة من هاد الرجل إي رجع وتاب وقد لزمهم هذا الإسم لقول موسى عليه السلام : ( إنا هدنا إليك ) الأعراف 156
أي رجعنا وتضرعنا وقيل سبب تسميتهم بهذا الإسم نسبة إلى ( يهوذا ) إبن نبينا يعقوب عليه السلام
ويقال لهم العبرانيين أو العبريين لأنهم عبروا الفرات من شرقه إلى غربه بقيادة إبراهيم جد يعقوب عليهما السلام ثم واصلوا سيرهم إلى ضفاف الأردن واستقروا هناك .
وكذلك يقال لهم الإسرائيليون نسبة إلى إسرائيل الذي هو يعقوب .
ويراد بتسميتهم اليهود التحقير وبتسميتهم الإسرائلييون التوقير .
أهم كتبهم :
التلموذ : كتاب مقدس لا يستطيع العامة من اليهود إمتلاكه فهو كتاب يجهله عامة الشعب صلاة اليهود يقولون كما ورد في التلموذ … وكلمة التلموذ كلمة عبرية تعني الشريعة الشفوية والتعاليم ، وهو كتاب تعليم الديانة اليهودية .
التوراة : فهو مجرد كتاب تاريخي أسطوري في معظمه .
أهم معتقداتهم :
أنهم شعب الله المختار وأن أرواح اليهود جزء من الله ، يقول التلموذ : ” اليهودي من جوهر الله كما أن الولد من جوهر أبيه ” ويقول أيضا : ” إن اليهودي أحب إلى الله من الملائكة فالذي يصفع اليهودي كمن يصفع العناية الإلهية سواء بسواء ”
أن الإله عندهم ليس بمعصوم من الخطأ فهو يثور ويسرق وهو إله بني إسرائيل فقط
لديهم اعياد كثيرة منها عيد ( الفصح ) وهو عيد خروج بني إسرائيل من مصر ، وقيل هو إحتفالهم بذكرى القتل التقليدي للمولود الأول المصري في عهد فرعون . ويكون الطعام فيه خبز غير متخمر .
يوم السبت لا يجوز فيه الشغل لأنه في إعتقادهم اليوم الذي إستراح فيه الرب من خلق السماوات والأرض .
أن الذبيح من ولد إبراهيم هو إسحاق وليس إسماعيل .
أن المسيح موجود في الجحيم وأن أمه مريم أتت به عن طريق الخطيئة . وأن الكنائس مقام القاذورات والواعظين فيها كالكلاب النابحة ، جاء في التلموذ : ” يجب على كل يهودي أن يلعن النصارى ثلاث مرات ويطلب من الله أن يبيدهم ويفني ملوكهم وحكامهم وعلى الكهنة اليهود أو يصلوا ثلاث مرات بغضا للمسيح الناصري ”
إنحراف الديانات السماوية السابقة :
ومن المعلوم أن جميع الشرائع التي جاءت بها الأنبياء قد نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لأحد من الناس أن يعمل بغير الشريعة التي جاء بها القرآن الكريم والسنة والصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال سبحانه وتعالى : ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) النور 54
وقال تعالى : ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) الأعراف 157
وقال سبحانه : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) الأعراف 158
ومن المعلوم ايضا أن القرآن الكريم يؤكد كفر اليهود والنصارى باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وقول اليهود : عزير ابن الله وقول النصارى : المسيح ابن الله ، وتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) المائدة 17
وقال سبحانه : ( لقد كفر الين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ) المائدة 73
وقال عن اليهود والنصارى : ( إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح إبن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) التوبة 31
وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار )
قال تعالى : ( لتجدن أكثر الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن أقربهم للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) المائدة 82