صخور من باطن الأرض تحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
قال علماء في الولايات المتحدة إنهم اكتشفوا حليفاً جديداً في المعركة ضد الاحتباس الحراري، يتمثل في نوع من الصخور قادر على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو و"تحجيره" عبر تفاعلات كيميائية معينة.
وطبقا لموقع (CNN) فإن العلماء يطلقون على تلك الصخور اسم "ألترامافيا" وتصنف في فئة "الصخور النارية،" التي تكونت في باطن الأرض بعض تجمد بعض المواد المنصهرة، وهي غنية بسيليكا المغنيزيوم الذي يتفاعل مع غاز ثاني أكسيد الكربون، محولاَ إياه إلى كربونات المغنيزيوم، الذي تصنع منه الطباشير العادية المستخدمة في المدارس.
وشرحت آن ماكيفرتي، وهي باحثة متخصصة في علوم طبقات الأرض، طبيعة هذا التفاعل الكيميائي بالقول: "عندما ينهمر المطر، يذوب غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي لكوكبنا، ما يولّد مستويات متدنية من أحماض الكربون داخل مياه الأمطار."
وأضافت: "وعندما تصل تلك المياه بالأحماض التي تحملها إلى صخور ألترامافيا تتفاعل مع المغنيزيوم لإنتاج ما يمكن اعتباره نوعاً جديداً من الصخور، نطلق عليه اسم الصخور الجيرية."
وعادة ما تتواجد صخور "ألترامافيا" على أعماق سحيقة في باطن الأرض، غير أن تحركات طبقات الأرض تدفع بها أحياناً إلى السطح، وقد حدد العلماء كتل صخرية من هذا النوع تمتد على مسافة ستة آلاف ميل في 29 من أصل 45 ولاية تعاني التلوث في البلاد.
وتكمن المشكلة الوحيدة التي تعترض استخدام هذه الصخور بشكل مثمر في واقع أن التفاعلات الكيميائية الطبيعية تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً، بحيث أن سرعة إطلاق كميات الكربون في الجو جراء النشاط الصناعي العالمي تفوق قدرتها على امتصاصه.
وتقول ماكفيرتي في هذا السياق، إن الأبحاث التي تجريها جامعة كولومبيا ومركز المسح الجيولوجي الأمريكي تهدف إلى تسريع هذه العملية بوسائل صناعية، ترمي في نهاية المطاف إلى ضخ كميات الكربون التي تنتجها مصانع الطاقة مباشرة إلى تلك الصخور باستخدام مستويات ضغط معينة.
وقدّر بيتر كليمن، وهو خبير جيولوجي آخر من جامعة كولومبيا، أن تستغرق التجارب فترة تتراوح بين ثلاث وست سنوات، وإذا ما كُتب لها النجاح، فقد يدخل المشروع حيز التنفيذ في وقت قصير.