" أنا عزرائيل جئت لأقبض روحك ! " :
يحكى أن شابا كان مسافرا بسيارته من مدينة إلى أخرى . وفي الطريق وفي مكان ما استوقفه شخص يبدو عليه الوقار , فتوقف له وحمله معه في سيارته .
وأثناء السفر وفي لحظة من اللحظات , قال الشاب السائق للشيخ " كيف حالك يا حاج ؟!" .
قال له الشيخ " أنا لست حاجا يا هذا " .
- لست حاجا , إذن أنا أتمنى لك أن تحج .
- أنا لست حاجا ولن أحج .
- لماذا ؟!.
- أنا عزرائيل , جئتُ فقط هنا الآن لأقبض روحَـك .
!!!!!!!....... ولكنني أحببتُ أن أقدم لك خدمة قبل قبض روحك .
- وما هي ؟!
- يمكن أن أنتظرك بعد قليل لتخرج من السيارة وتتوضأ في مكان قريب وتصلي ركعتين .
وعندئذ سأقبض روحك وأنت على طهارة .
- شكرا جزيلا لك .
وبعد قليل , وأمام حنفية عمومية مقامة في الطريق توقف الشاب السائق بسيارته وترك الشيخ بها .
نزل وتوضأ وصلى ركعتين ثم رجع إلى حيث ترك السيارة , ولكنه فوجئ بأن السيارة اختفت , لأن الشيخ كان بشرا اتخذ هذه الحيلة فقط ليسرق السيارة لهذا الشاب المغفل !!!.
تعليق :
1- هذه نكتة مضحكة ومبكية ومخيفة ومحزنة ومؤلمة في نفس الوقت .
2-اختلف العلماء في " عزرائيل " هل هو إسم ملك الموت أم لا ؟!.
ا-قال ابن كثير " وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحاح ، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل ، والله أعلم " .
ب-وقال الشيخ الألباني رحمه الله " هذا هو اسمه في القرآن ، وأما تسميته بـ ( عزرائيل ) كما هو الشائع بين الناس فلا أصل له ، وإنما هو من الإسرائيليات " .
جـ- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " وقد اشتهر أن اسمه ( عزرائيل ) ، لكنه لم يصح ، إنما ورد هذا في آثار إسرائيلية لا توجب أن نؤمن بهذا الاسم ، فنسمي من وُكِّل بالموت بـ (ملك الموت) كما سماه الله عز وجل في قوله " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون " اهـ .
د- ونقل القاضي عياض في كتابه الشفا , نقل الإجماع على أن اسم ملك الموت هو " عزرائيل" .
هـ- وذكر الحافظ ابن الجوزي الحنبلي ملك الموت باسم "عزرائيل" في بعض مؤلفاته .
إذن المسألة خلافية بين العلماء , ولا شك أن من سماه " ملك الموت " لن يلومه أحد , وأما من سماه عزرائيل فقد يجد من يعترض عليه , ومنه فأنا أميل - ومنذ كنت صغيرا - إلى أنه " ملك الموت " وكفى كما قال الشيخان الألباني وبن عثيمين رحمهما الله تعالى رحمة واسعة وكما قال غيرهما ممن قال بقولهما . والله وحده أعلم بالصواب .
3- مطلوب منا أن نثق في الناس ما استطعنا وأن نحسن الظن بهم وأن نتمنى منهم الخير , ولكن علينا في المقابل أن نتوقع منهم الشر من باب الاحتياط وطلبا للسلامة , وكذلك حتى إذا جاءنا منهم شر لم نفاجئ ولم نصدم ولم نباغت .
4- بعض الناس مغفلون وجاهلون إلى درجة كبيرة , ومنه فإننا نجد بين الحين والآخر – من الرجال ومن النساء , من المثقفين ومن الأميين , من الكبار ومن الصغار – من يؤمن ويعتقد بأن الملائكة – مثل ملك الموت - يمكن أن تكلم أي واحد منا وفي أي وقت وبكل سهولة . وفي هذا الاعتقاد من الغفلة والسذاجة ما فيه .
5- الموت حق , ولكل أجل كتاب , و" كل نفس ذائقة الموت " , و" كل من عليها فان " , و" إنك ميت وإنهم ميتون " , و " يا محمد أحبب من شئت فإنك ميت " , و ... ومنه ما أحوج كل واحد منا أن يحاسب نفسه باستمرار وأن يتذكر الموت على الدوام وأن يفكر مرات ومرات قبل أن يعصي الله وقبل أن يتكاسل عن طاعة من الطاعات .
6- مهم جدا لو يُـعوِّد كل واحد منا نفسه على أن يكون في أغلب أوقاته على طهارة : متوضئا الوضوء الأكبر والأصغر , لأن في ذلك من الأجر ما فيه , وحتى إذا فاجأه الموت مات بإذن الله على وضوء .