السؤال :
هل يمكن أن نتحدت عن معنى للفلسفة في عصر العلم ؟
حّلل وناقش هذا القول.
انتهى
. الإجابة :
أ - طرح المشكلة : إن تقدم العلوم في العصر الحديث أثار شكوكا حول الفلسفة مما جعل الفلاسفة يتساءلون عن
معنى الفلسفة في عصر أصبح فيه العلم معيار لكل يقين، من الفلاسفة من قلل من شأن الفلسفة وألغى معناها
الأصلي ومنهم من رفع من شأنها ودافع عن معناها الأصلي، إذن هناك مشكلة :
ب – التحليل : الطريقة الجدلية.
1 – القضية :
تحليل الرأي يقلل من شأن الفلسفة ويلغي معناها الأصلي أوغيست كونت، غوبلو.
الحجة : الفلسفة
مجرد مرحلة فكرية مرت بها الانسانية، وانتهت : قانون الحالات الثلاث : الحالة اللاهوتية،
الحالة الميتافيزيقية، الحالة الوضعية أو العلمية.
- إستقلال
العلوم عن الفلسفة وعلى الخصوص العلوم الانسانية جرد الفلسفة من الموضوعات التي تبحث
فيها، ولم يبق لها سوى بعض القضايا المختلف فيها.
نقد الحجة : قانون الحالات الثلاث غير صحيح لأن الحالات المذكورة قد توجد عند شخص أو في عصر،
واستقلال العلوم عن الفلسفة لا يعني غياب الفلسفة أو تجريدها من موضوعاتها لأن العلم نفسه سرعان ما أصبح
موضوعا للفلسفة ( فلسفة العلوم ).
2 – نقيض القضية : تحليل الرأي الذي يرفع من شأن الفلسفة ويدافع عن معناها الأصلي ( هيجل ).
الحجة : الفلسفة تختلف بإختلاف العصور وتتغير بتغير الأوضاع الثقافية والحضارية، وتاريخ العلم يدل على
استمرار الفلسفة ( فلسفة : يونانية، مسيحية، اسلامية، حديثة ) وكل فلسفة جديدة تنطلق من معطيات الفلسفات التي
سبقتها.
نقد الحجة : إذا كانت الفلسفة وليدة عصرنا، وكان العلم عنوان العصر الحديث فهذا يعني أن الفلسفة أصبحت
تابعة للعلم الحديث ومن ثمة تكون في خدمته فقط، ومادام تاريخ الفلسفة يتميز بالانفصال فلا مجال للحديث عن
استمرار الفلسفة.
التركيب : تحليل
الرأي الذي يجعل للفلسفة معنى أصليا في إطار حقائق العلم الحديث ( برغسون، كارل باسبرز ).
الحجة : لا
تناقض بين معنى الفلسفة وحقائق العلم :
- لكل
منهما مجاله ( موضوع، منهج، هدف ).
- لكل
منهما وظيفة في حياة الانسان : العلم له وظيفة مادية والفلسفة لها وظيفة معنوية. والتكامل بين
الوظيفتين أساس تقدم الانسان وسعادته.
ج – الخاتمة : من المفيد أن نتحدث عن الفلسفة في عصر العلم.