واصل الأساتذة المتعاقدون، أمس، اعتصامهم الذي دخل يومه السابع في صمت تام، أثـار استغراب حتى رجال الأمن الذين تعوّدوا على تطويق المنطقة لمنعهم من الخروج إلى الطريق، فيما فسره الأساتذة أنه تغيير للروتين اليومي وهدوء يسبق عاصفة اليوم. فبعد ليلة أخرى قضاها الأساتذة في الشارع، استيقظوا على وقع تواجد قوات الأمن التي طوّقت المنطقة في الصباح الباكر لدحر أي محاولة احتجاج، إلا أن الأساتذة فضلوا الجلوس في أماكنهم وتنظيم اعتصام صامت. وحسب ما ذكره المعنيون لـ''الخبر''، فإن اتخاذ هذه الخطوة جاءت بعد موافقة الجميع، في إشارة منهم إلى أنهم يحسنون الصمت مثـلما تفعله السلطات الآن اتجاه قضيتهم، بما في ذلك وزارة التربية التي لم تكتف حسبهم بإهانتهم طيلة سنوات التعاقد، ولم تبذل أدنى جهد في تحسين أوضاعهم والتوسط إلى الهيئات العليا لتسوية وضعيتهم، بل واصلت تجاهلها لهم حتى وهم في عز أزمتهم. ولم يحرك الوزير بن بوزيد ساكنا وهو يرى أمامه الأستاذ الذي كان له الفضل في تكوين أجيال متعاقبة، ينام في الشارع. في المقابل، أكدت رئيسة المجلس، مريم معروف، أن صمت الأمس لن يدوم طويلا، وسيبدأ التصعيد بداية من اليوم.