نقابات التربية: ''المتعاقدون عملوا في سنوات الجمر وإدماجهم رد للجميل''
حركة النهضة تدعو إلى إقالة الوزير وفتح تحقيق حول تصريحات الأمين العام
شهد اليوم الثـالث من اعتصام الأساتذة المتعاقدين أمام رئاسة الجمهورية، أمس، تطورا خطيرا في الوضع، بعد إقدام أستاذين على الانتحار حرقا بالبنزين، ما أثـار ضجة وتضامنا واسعين بين زملائهم، حيث وصل الأساتذة إلى مبنى الرئاسة في الصباح الباكر بعد ليلة قضاها البعض في نفس الشارع إثرالوعد الذي قطعوه على أنفسهم بالبقاء به إلى أن تتم الاستجابة لمطلبهم في الإدماج.
المعتصمون تفنّنوا في اليوم الثـالث في شعارات التنديد، رغم أن عددا كبيرا منهم بحّت أصواتهم من كثـرة الصراخ، حيث لم تخل هذه الشعارات من ''يا للعار يا للعار.. وزارة بلا قرار''، ''لا رجوع لا خضوع.. الإدماج حق مشروع''، ''بركات، بركات.. الإدماج أو الممات''، ''يارئيس يارئيس.. الأستاذ راهو تعيس''. لتبدأ بعدها محاولة قطع الطريق مثـلما حدث أول أمس، إلا أن قوات الأمن التي انتشرت بشكل مكثـف أمس حالت دون ذلك، حيث شكلت قوات مكافحة الشغب جدارا حال دون خروج الأساتذة إلى الطريق. وقد أسفرت محاولاتهم عن حدوث اشتباكات بين الطرفين، أغمي خلالها على أستاذة بسبب هبوط في نسبة السكر نقلت بعدها إلى المستشفى. واستمر الاعتصام المحصور بالطوق الأمني إلى الواحدة زوالا، حيث أقدم أستاذ من ولاية أدرار على محاولة انتحار بحرق نفسه بالبنزين، ما أدى إلى ضجة واسعة بالمنطقة، شدّت انتباه سكان المرادية والمارين بها، في الوقت الذي تدخلت فيه قوات الأمن لمنع المحاولة وتجريده من البنزين والولاعة. وهنا، تجدر الإشارة إلى أن المعني كان في نفسية سيئة، بعد أن فقد أربعة من زملائه خلال حادث مرور يوم الجمعة الماضي لدى تنقلهم إلى العاصمة للمشاركة في الاعتصام، كما كان قد نقل أول أمس إلى المستشفى بعد دخوله في غيبوبة نتيجة اشتباكات مع قوات الأمن لدى قطعهم الطريق في اليوم الثـاني من الاعتصام. وما لبث أن عاد الهدوء إلى المكان حتى حاول أستاذ آخر من ولاية مستغانم الانتحار بنفس الطريقة، لكن الشرطة كانت في الموعد وحالت دون تنفيذه للعملية.
الاعتصام خلّف ردود أفعال متباينة، حيث أبدت نقابات التربية تضامنها الواسع مع المعتصمين، وطالبت بالتعجيل في حل قضيتهم لتفادي أي انزلاق. فإلى جانب نقابة مجلس ثـانويات الجزائر (الكلا) التي رافقت المعتصمين في احتجاجهم، طالب المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثـانوي والتقني ''كناباست''، بوديبة مسعود، في تصريح لـ''الخبر''، بإيجاد حل جذري للقضية، بإدماج المتعاقدين الذين استلموا مهامهم في فترة كان الجميع يتهرّب فيها من التدريس في المناطق النائية بسبب الإرهاب، مطالبا بإصدار قرارسياسي استعجالي لدمجهم. وهوما ذهب إليه رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية، صادق دزيري، الذي قال: ''ينبغي التعجيل في حل هذا المشكل الذي تفاقم على مر السنوات''. من جهته، طالب ممثـل حركة النهضة، محمد حديبي، بإقالة وزير التربية، لتماطله في حل المشكل خلال السنوات الماضية ما أدى إلى انفجاره اليوم، في الوقت الذي طالب بفتح تحقيق حول تصريحات الأمين العام للوزارة الذي ذكر أنه أصبح يصدر قرارات وتصريحات وكأنه وزير، وهذا مؤشر خطير يضيف حديبي، مطالبا بالإدماج الفوري للمتعاقدين وتعويضهم ماديا على سنوات التعاقد.