تعرض الأساتذة المتعاقدون، أمس، إلى الضرب والحصار من قبل عناصر الأمن، بعد قيامهم بغلق الطريق، خلال اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي، بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة، للمطالبة بحق الإدماج في مناصب عملهم بالمؤسسات التربوية، وتسببت المواجهات العنيفة بين الأمن والمحتجون أمام رئاسة الجمهورية في جرح عدد منهم، ونقل أعوان الحماية المدنية أحدهم في حالة إغماء إلى المستشفى لتلقي الإسعافات، كما تواصلت الإغماءات بسبب الإرهاق.
وكادت الأمور أن تنزلق لولا رزانة ممثلي المحتجين الذين طالبوا بالعودة للاماكن، غير أن قوات مكافحة الشغب حاصرتهم، وشددت عليهم الخناق في الزاوية، لدفعهم إلى الاستلام ووقف الاعتصام، وواصل الغاضبون نداءاتهم "لا رجوع إلا بقرار الإدماج"، قبل أن يصيحوا بعبارة واحد وهي "الانتحار الجماعي" وكذلك "مسيرة سلمية وشرطة قمعية".
وكشفت مريم معروف ممثلة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين لـ"الشروق"، عن قرار تنظيم "جمعة الإدماج"، موضحا أنهم متمسكون بالاعتصام رغم أن الجمعة يوم عطلة، واستنكرت المتحدثة، لجوء السلطات إلى قمع المحتجين بدل النظر في مطالبهم، وأشارت إلى لجوء السلطات المحلية لأشغال الحفر، ليلة أمس، إلى غاية الثالثة صباحا، لتركيب حوالي 10أعمدة حديدية في الطريق العمومي بموقع اعتصامهم.
وأكدت معروف، أن ليلة أول أمس، تميزت بالصمود تحت تساقط الأمطار، وتضامن مع زميلهم القادم، من أدرار الذي حاول الانتحار لأنه فقد الأمل خاصة أنه فقد ثلاثة زملائه كانوا معه، خلال حادث مروري الجمعة الماضي، خاصة أن تجار المحلات المجاورة تضامنوا معهم، حيث وفر لهم أحد التجار أغطية وأفرشة، وساهم آخر في منحهم 100 وجبة للعشاء، وعايشت "الشروق" التضامن والتكافل الجماعي بمرور أحد المعتصمين لجمع الأموال.
وكان وفد من ولاية عين تموشنت في طريقه لدعم رفاقه بالعاصمة، في وقت غادر أحدهم بسبب مرض زوجته، وأخرى غادرت لمرض رضيعها بالزكام وهو صاحب11 شهرا، فيما التقينا أستاذة حاملا في شهرها السادس مع المعتصمين متمسكة بمطلبها، واضطرت إلى البقاء مستلقية على الفراش ساعة المواجهات الحادة..
وحاول أحد الأشخاص زعزعة المعتصمين من خلال تقدمه على أساس أنه مبعوث من رئاسة الجمهورية، لمعرفة المتسببين في تزوير المسابقات من مسؤولي وزارة التربية الوطنية ومديرية الوظيف العمومي، غير أن المحتجين، وبعد ربع ساعة من النقاش، اعتبروها محاولة مراوغة لتفريقهم وتحييدهم عن مطلبهم الرئيسي وهو الإدماج.
ونددت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، في بيان لها، بلجوء مصالح الأمن لاستخدام القوة والعنف ضد الأساتذة المحتجين سلميا، وأضاف البيان الذي صاغته لجنة المرأة بالنقابة "أنه يجب مساندة هؤلاء الأساتذة المتعاقدين في مطلبهم، مناشدة لفت انتباه الرأي العام الوطني والدولي، وعزّت اللجنة ضحايا الحادث المروري القادمين من أدرار، وهم ثلاثة كانوا في طريقهم للاستنجاد برئيس الجمهورية، قبل أن يفارقوا الحياة ويتركوا أرامل من دون رواتب.