ذكرت مصادر عليمة بخبايا ما يجري في كواليس قطاع التربية الوطنية أن أساتذة بمختلف ثانويات ولايات الوطن يتباطؤون في تنفيذ برامج السنة الثالثة ثانوي حتى لا ينجزوها كاملة بهدف تخفيض العتبة إلى أقصى حد لتسهيل عملية تحضير امتحان البكالوريا على تلاميذ الأقسام النهائية.
وسبب هذا التماطل المقصود، على حد تعبير محدثينا، هو محاولة عدم إنهاء كل الوحدات التعليمية المقررة في السنة الثالثة ثانوي، مع تأخر بعض الولايات في إنجاز البرامج التي تشير الدلائل إلى أنها لا تنتهي في موعدها المحدد، وهو الفصل الثالث من السنة الدراسية. وإضافة إلى ذلك فإن التأخر المسجل في عدد من ولايات القطر سيفرض على وزارة التربية تقليص المواضيع المحددة للتحضير للبكالوريا القادمة، بمعنى أن العتبة التي تم الإعلان عنها قبل أيام من قبل وزارة التربية ستنزل إلى حد ما تجنبا لأي انتفاضة من الطلبة الذين لم يتلقوا دروسهم كاملة، وهذا ما لم يشجع الأساتذة في الولايات التي سجلت تقدما في تنفيذ البرامج خلال الفصلين السابقين على إنهاء المقرر في موعده، حتى إن مديري المؤسسات التي لم تعرف تأخرا، دعا أساتذتها إلى التروي في تقديم الدروس وعدم الإسراع من أجل إنهاء المنهاج قبل نهاية التاريخ المعلن عنه من قبل الوزارة الوصية. وإذا كان موضوع عدم الانتهاء من إنجاز كل الوحدات التعليمية المبرمجة سيخفف عناء التحضير للبكالوريا على تلاميذ الأقسام المعنية بهذا الامتحان المصيري، بحكم السقف المنخفض للدروس المعنية بالامتحان، فإن ذلك سيؤثـر سلبا على الناجحين في دراستهم الجامعية.
وما يؤكد هذا الأمر هو أن الطلبة في بعض التخصصات وجدوا أنفسهم مجبرين على التدعيم بدروس خصوصية في بعض المواد كالرياضيات والفيزياء والفلسفة على سبيل المثال. وهذا ما أكده أساتذة هذه المواد من الذين يضمون في صفوف تلاميذهم المعنيين بالدروس الخصوصية، طلبة جامعيين.
ويبقى عمال التربية ينتظرون الحل المثالي لجعل التلاميذ ينهون مقرراتهم في أوانها، وبالتالي تتم المحافظة على مصداقية امتحان البكالوريا.