الملف طاله فساد ”رهيب” عندما كان تحت سيطرة المركزية النقابية
أكد رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين، صادق دزيزي، أن ملف الخدمات الاجتماعية في قطاع التربية الذي أسال الكثير من الحبرو أثار جدلا كبيرا، أخذ 17 سنة من نضال النقابات المستقلة لإبعاده عن هيمنة المركزية النقابية، إذ سجّل منذ إشرافها عليه فضائح بالجملة وتجاوزات وسرقات من أموال موظفي التربية جميعا·
فاطمة الزهراء·أ
عاد رئيس ”إنباف” إلى تاريخ إنشاء ملف الخدمات الاجتماعية في الجزائر سنوات الثمانينات إلى غاية 1994 عندما تحوّل الملف إلى يدّ المركزية النقابية عن طريق ”صفقة” منحتها لها الحكومة”، مقابل التنازل عن طلبها باسترجاع وصبّ تلك الأموال لفائدة موظفي التربية وهو السلك الوحيد الذي لم يستفد من تلك الأموال، نظرا للوضع المأساوي الذي كانت تعيشه البلاد وتأثيره على الوضعية الاقتصادية للبلاد·
وكشف المتحدث أن تسيير الملف عرف تجاوزات رهيبة منذ سيطرة النقابية المركزية عليه، حيث سرقت مئات المليارات من اشتراكات موظفي التربية ليتقاسمها الحلفاء والمتواطئون، في حين حُرم مئات الآلاف من مستحقيها من الاستفادة منها سواء فيما يتعلق بالعلاج أو اقتناء السيارات أو شراء السكنات، وأشار في هذا الخصوص إلى استفادة العشرات بل المئات من النقابيين المتورطين، من شراء شقق وفيلات وسيارات لهم ولأولادهم بأموال العمال الكادحين في قطاع التربية·
ومن هذا المنطلق بدأ الصراع لتخليص الملف من بين أيدي اللصوص، وكان هذا الانشغال أيضا سببا في عدم زعزعة قطاع التربية لعدة سنوات، إلى غاية أن قررت الحكومة تجميد القانون الذي كان يسير الملف خلال سنة ,2010 وبلغ الغلاف المالي الناجم عن قرار التجميد 1364 مليار سنتيم سنة 2010 إضافة إلى 700 مليار سنتيم أخرى لسنة 2011 بمجموع 2000 مليار سنتيم، تأمل النقابة في استغلالها لإنجاز مشروع لصالح موظفي القطاع على غرار مشروع سكني أو مستشفى خاص بهم، والأهم أنها طالبت بانتخاب لجنة وطنية ولجان ولائية تسهر على ترشيد صرف هذه الأموال من الآن فصاعدا مع تكريس مبدأ التضامن الوطني، وقد استجابت الوصاية لهذا المطلب أخيرا وتوصلت إلى حل نهائي يتمثل في انتخاب هذه اللجان وتنصيبها في أجل لا يتجاوز 31 ديسمبر من السنة الجارية·
يتصدرها نظام التعويضات والسكن وطب العمل
7 ملفات تزعزع استقرار المدرسة منذ 21 سنة
أبرز رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، أهم الملفات الشائكة المتعلقة بالجانب الاجتماعي والمهني لموظفي قطاع التربية، وهي الملفات التي كانت ولاتزال حجر عثرة أمام استقرار القطاع على مدار 21 سنة·
وأكد دزيري أن سلك التربية في الجزائر لم يشهد استقرارا منذ الاستقلال سواء تعلق بالجانب الاجتماعي أو المهني للمنتسبين إليه أو الجانب البيداغوجي والإصلاحات· لكن بروز مشاكل متعددة ومتراكمة طيلة 21 سنة ناجمة عن سوء تسيير وعدم تطبيق القوانين، أدى إلى دخول القطاع في دوامة الاحتجاجات والإضرابات خاصة بعد تنامي تلك المشاكل خلال العشرية الدموية التي عاشتها الجزائر وأجل فيها كل شيء إلى أجل غير مسمى·
ومن أبرز تلك الملفات يقول ضيف ”البلاد”، التي يرى أن قطاع التربية لن يعرف أي استقرار قبل التوصل إلى حل نهائي لها، ملف القانون الأساسي لموظفي قطاع التربية، الخدمات الاجتماعية، طب العمل، التقاعد، السكن، الأسلاك المشتركة وملف المناطق والتعويض النوعي على المنصب، إلى جانب العديد من المطالب المتجددة منها رزنامة العطل المدرسية لولايات الجنوب والحجم الساعي للعمل والأنشطة اللاصفية في التعليم الابتدائي التي برزت هذه السنة·
وحسب رئيس ”إنباف”، فإن القانون الخاص بالقطاع يتصدر انشغال النقابات منذ عدة سنوات، قبل إعادة النظر فيه على غرار بقية القوانين الأخرى في مختلف القطاعات بعد صدور شبكة الأجور الجديدة سنة ,2006 ومع ذلك لم يُرض شكله الجديد منتسبي السلك أبدا نظرا لكونه أول قانون تم اعتماده وبالتالي وقعت فيه أخطاء واختلالات وإجحاف وأمور أخرى تم تجاوزها، ولم يستفد من الأحكام الانتقالية والخبرة الدراسية السابقة والتصنيف التي تضمنتها فيما بعد القوانين التي أعقبته· الملف الثاني الذي اعتبره المتحدث مهما وحساسا في آن واحد، هو تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، وطلب تحريره من كل هيمنة نقابية وإدارية نظرا لما تم تسجيله من سرقات وتجاوزات، إلى جانب إخضاعها لعمليات تسيير ومراقبة الإدارة المحلية والمركزية وباقي أجهزة الرقابة المالية منها المراقب المالي، المفتشية العامة للمالية ومجلس المحاسبة·
أمام الملف الآخر الذي لا يقل أهمية ـ حسب دزيري ـ فيتعلق بطب العمل، إذ جدد طلب التجسيد الفعلي لهذا الملف وفقا للقانون 88/07 والمراسيم التنفيذية السارية المفعول، بحيث إن الخروقات المسجلة في الاهتمام بالملف، إلى جانب الخلل الكبير في متابعة صحة الموظف في قطاع التربية أدى إلى تسجيل أمراض خطيرة لدى مؤطري التربية أبرزها الاختلالات العقلية والعصبية، وهو ما يؤثر على التحصيل العلمي للتلميذ· في حين أن طب العمل من مهامه تشخيص واكتشاف الأمراض ومعالجتها في وقتها ومتابعة صحة المربي قبل تدهور الأوضاع، وسُجلت حالات وفاة مباشرة كثيرة أمام مرأى التلاميذ، وبالتالي دفع هذا إلى المطالبة بإلحاح بتفعيل الملف·
كما وصف دزيري ملف التقاعد بأنه يشكل ”بركانا خامدا” قد ينفجر في أي وقت، مشيرا إلى أن الملف تم السكوت عليه بعد أن أرجأته السلطات إلى أجل غير مسمى، وشدد المتحدث على أن نقابته تتمسك بمطلب التقاعد المسبق كحق مكتسب، نظرا لخصوصية مهنة التأطير والمسار المهني التربوي·
وفيما يتعلق بالأسلاك المشتركة والعمال المهنيين الذين تتمسك النقابة بضرورة إدماجهم نهائيا في قطاع التربية·
أما عن ملف السكن، الذي يعد الهاجس الكبير لدى عمال القطاع، فألح رئيس النقابة على التمسك بالإسراع في إنجاز سكنات الجنوب وتوزيع المنجز منها والمطالبة بدفع وإحياء مشروع السكنات الوظيفية المرافقة· وختم المتحدث تلك الملفات بمسألة منح المناطق والتعويض النوعي عن المنصب·
فاطمة الزهراء·ا
اعترف بوجود صراع ”مفتعل” بين النقابات المستقلة ويتهم:
بن بوزيد صنّع نقابات موالية لكسر الفاعلين في القطاع
اتهم رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، نقابات مستقلة في قطاع التربية بالعمالة لصالح الوزارة الوصية، الهدف الرئيسي من ورائها التشويش على عمل النقابات الفاعلة في القطاع· وهاجم المتحدث، خلال استضافته في منتدى ”البلاد”، النقابات الحديثة التي وصفها بـ”شكلية”، قائلا إنها لا تملك أي تمثيل على مستوى القاعدة العمالية لقطاع التربية، مضيفا أنها تحاول القفز على سنوات من النضال خاضتها النقابات الفعالة تحت ذريعة حقيقة التمثيل والتعددية، في سياق الاغتراف ـ كما قال ـ من الثمار المتحصل عليها والمشاركة في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية·
ووجه ضيف ”البلاد” أصابع الاتهام إلى نقابات قال إن وزارة التربية تستعملها لتكسير الحركات الاحتجاجية والإضرابات المقررة لنيل المطالب الأساسية لعمال القطاع لاسيما ما تعلق منها بالملفات السبعة الكبرى كالقانون الخاص، الملف التعويضي، الخدمات الاجتماعية، طب العمل والتقاعد، مشيرا إلى أن هذا النوع من النقابات التي آثر عدم ذكرها بالاسم، على اعتبار أنها معروفة لدى المتتبعين والرأي العام، عادة ما تنضم إلى حركة احتجاجية تقررها نقابات ذات تمثيل واسع، لتنسحب إثر ذلك لخلخلة صفوف العمال المضربين أو التشويش على الحركة الاحتجاجية·
واستدل صادق دزيري على وجهة نظره بأن النقابات المعنية بمثل هذه الممارسات تمكنت بشكل غير مفهوم من الحصول على الاعتماد لممارسة النشاط في ظرف قياسي، مشيرا إلى أن بعضها اعتمد في ظرف يوم واحد فقط، إذ تعمد الوزارة في كل مرة إلى الجمع النقابات على طاولة واحدة لإقامة الحجة عليهم، وهذا مخالف لحقيقة التمثيل على الميدان، مضيفا أن الحديث عن مثل هذه التداخلات تجر إلى الوقوف على خلفية كل نقابة وظروف نشأتها·
وأرجع رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ضمن هذا الأساس تصدع التكتلات التي لجأت إليها النقابات المستقلة في إطار تنسيقية وطنية من منطلق وحدة المطالب، إلى اختلاف وجهات النظر بينهم والحسابات التي وصلت في مناسبات معينة إلى حد التضارب·
ودعا النقابي صادق دزيري في هذا السياق إلى تنظيم احصاء نقابي وطني للوقوف على النقابات الممثلة، في حين لم يستبعد الاتحاد مع نقابات مستقلة واشترط أن تحمل التوجه النضالي نفسه والشرعية التمثيلية لقاعدة عمال القطاع·
سعيد ·ب
دزيري يؤكد أن مستوى التعليم بالجزائر في تراجع مستمر
التغريبيون لهم تأثير واسع في المنظومـــة التربــوية
محمد شارفي
أكد الصادق الدزيري أن وقوف الاتحاد الوطني لعمال التربية، إلى جانب وزير التربية الأسبق علي بن محمد، كان وقوفا ضد مشروع الإصلاح وليس ضد شخص معين، مؤكدا أن الجزائر شهدت في المرحلة السابقة تراجعا كبيرا في مكانة اللغة العريبة والتربية الإسلامية، وقال إن تدخل رئيس الجمهورية مكّن من أن تسترجع هاتين المادين مكانتهما، حيث أمر بتمديد ساعات دراسة اللغة العربية وإعادة مادة التربية الإسلامية إلى قائمة المواد الممتحنة، وهي الخطوة التي قال إنها أضفت نوعا من المصداقية على مشروع الإصلاحات·
من ناحية أخرى، أكد ديزري أن الصراع بين التيار التغريبي والتيار المعرب لا يزال قائما، مضيفا أن التغريبيين لايزال لديهم تأثير واسع في صياغة المنظومة التعليمية في الجزائر، وهو ما حال ـ حسبه ـ دون أن تجد اللغة العربية مكانتها في المجتمع، مطالبا بضرورة استكمال مسار التعريب، مضيفا أنه لا يوجد هناك جسر بين التعليم العام والتعليم الأكاديمي، حيث قال إن التلاميذ يدرسون إلى غاية البكالوريا باللغة العربية، فإذا دخلوا الجامعة كان لزاما عليهم أن يدرسوا باللغة الأجنبية مع أن نظام التعليم العام لا يضمن تكوينا جيدا في اللغات الأجنبية،
وهو ما يخلق ـ حسبه ـ مفارقة لدى الطلبة في الجامعة تحتم على الطالب الإخفاق في السنوات الأولى من الدراسة الجامعية· من ناحية أخرى، أكد دزيري أن الإصلاحات المطبقة في الجزائر لا تعترف بمبدأ التراكمية، مضيفا أن مستوى التعليم في البلاد انخفض كثيرا وأنه لا يمكن مقارنة مستوى الحاصلين على شهادة ليسانس حاليا بمستوى طلبة النهائي في الثمانينات·
وحول الجدل الذي دار بشأن النتائج المحققة في كل من شهادات البكالوريا والتعليم المتوسط والتعليم الأساسي واتهام الوزارة بتضخيمها، قال ضيف االبلاد أن المستوى الحقيقي لهذه النتائج ولمستوى التعليم عموما تظهر حقيقته إذا ما قورن مستوى الطلبة الجزائريين بنظرائهم من باقي الدول· وطالب دزيري بنشر نتائج مشاركة الطلبة الجزائريين في الأولمبياد العلمي، مضيفا أن آخر مشاركة لطلبتنا في الأولمبياد وضعتهم في المرتبة الأخيرة·
قال إن النقاش لم يرق بعد إلى مضمون المناهج، دزيري يعترف:
طغيان الهم الاجتماعي دفعنا إلى إهمال الجانب البيداغوجي
اعترف الصادق دزيري بأن نقابته، على غرار باقي النقابات الناشطة في قطاع التربية، قد أهملت الجانب البيداغوجي للمدرسة لطغيان الجانب الاجتماعي والمهني الذي صار الشغل الشاغل لأساتذة وعمال التربية· ورد المتحدث، حول هذا الشق الهام في المنظومة التربوية بالقول ”إن ظروف الأستاذ والمعلم والعامل في قطاع التربية غلبتهم”، موضحا أن هناك أربع ركائز أساسية تنبني عليها المؤسسات التربوية هي: التلميذ والمعلم والمنهاج أو الشق البيداغوجي، والمحيط وجميعها تعتبر سلسلة رئيسية في هذا الحقل·
وأكد المتحدث أن الظروف التي تم فيها تأسيس النقابة نهاية سنة 1990 كانت استثنائية وفي البدايات كانت تنادي بتحسين المناهج وإعادة قراءة المناهج التربوية، حيث دعت إلى إضراب دام 13 يوما وقتها من أجل تحسين المنظومة التربوية، وكان من نتائجه تنظيم ملتقى ”المدرسة الجزائرية والإستراتيجية” وهو الملتقى الذي كشف محدثنا أنه سيتم إعادة إحيائه من جديد في الأشهر القادمة·
وأضاف قائلا إنه بعد سنة 1991 دخلت النقابة في سياق آخر، توجه نحو البحث عن تحسين وضعية الأساتذة والمعلمين وإرساء الظروف المواتية للأساتذة والمعلمين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية التي بفضلها يمكن تكوين أجيال وأجيال· وتأسف المتحدث لهذه الوضعية بالنظر إلى أهمية الجانب البيداغوجي والمقررات المدرسي·
وبالحديث عن المنظومة التربوية نزع ضيف ”الفوروم” اللوم عن توجه النقابات للمطالب الاجتماعية على حساب المطالب المرتبطة بالتعليم، حيث قال إن المدرسة الجزائرية والمنظومة التربوية هي مسؤولية الجميع، فضلا عن نقابات التعليم وعددها سبع، فالمسؤولية يتقاسمها أيضا أولياء التلاميذ والأحزاب وجمعيات المجتمع المدني·
ف· ز
الجــزائر الأخيــرة عربيــا في أولمبياد الرياضيات والفيزياء
تأسف ضيف فوروم ”البلاد” للنتائج الوخيمة التي عرفتها الجزائر بخصوص نتائج الأولمبياد في الرياضيات والفيزياء، حيث قال بصريح العبارة إننا في السابق وقبل سنوات كنا نتبوأ المراتب الأولى ولكن حاليا المستوى تدهور·
وأرجع الصادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ذلك إلى أننا تقدمنا في الكم وليس في النوع· ف· ز
النقد الموجه للسياسات وليس الأشخاص
”إنباف” مع رحيل كل الحكومة وليس وزير التربية فقط
رد رئيس ”إنباف” على سؤال يتعلق بمطالب بعض النقابات بإقالة الوزير بن بوزيد من منصبه بالقول ”إن الاتحاد الوطني لعمال التربية ومنذ تأسيسه لم يناضل أبدا ضد الأشخاص رغم أن وزير التربية قد طالت فترة تربعه على القطاع وكثر عنه الكلام”، مضيفا ”لكننا بالمقابل إذا أردنا التغيير ورفع سقف مطالبنا فسنطالب برحيل الحكومة وقد هدّدنا بهذا في ما سبق وقلنا إذا لم تستجب لنا الحكومة فسنطالب برحيلها”·
وأكد دزيري على عدم وجود النية والرغبة في الدخول في صراع مع الأشخاص، قائلا ”إذا نظرنا إلى كل الذين تداولوا على رئاسة الحكومة نفسها منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الآن لن نجد سوى أويحيى وبلخادم”، متسائلا ”هل عجزت الجزائر عن إنجاب غير هاذين الشخصين ممن لهم القدرة على إدارة شؤون الحكم؟”، مؤكدا أن هذا السؤال يجب أن يطرح على بلخادم وأويحيى قبل أن يطرح على بن بوزيد،
وقال دزيري ”لو لدينا ضمانات في أن ذهاب بن بوزيد سيأتي بمن هو أحسن منه لطالبنا بتغييره فورا”، مشيرا إلى أن تنظيمه يناضل ضد السياسات القائمة وضد الوضع القائم وليس ضد الأشخاص، وإنه لحد الآن لا يعلم من تسبب في فشل المنظومة التربوية لأنه لم يجر تقييم الإصلاحات ولا تقييم المنظومة· وشدد ضيف ”البلاد” على أن الجزائر بحاجة إلى وقفة شجاعة
وطالب بعقد ندوة وطنية حول المنظومة التربوية تجيب على الأسئلة المطروحة حول توجه المنظومة التربوية وما هو المواطن الذي تنشده هذه المنظومة وما هو نوع التكوين الذي يحتاجه، مؤكدا أن مشروع القائمين على مشروع الإصلاح لم يعلنوا لحد الآن ما الذي يريدونه من مشروعهم هذا·
محمد شارفي
دزيري يرفض تحميل النقابات مسؤولية الاضطرابات في القطاع
الحكومة هي التي جعلت التلميذ ”رهينة” تعنّتها
رفض الصادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، اتهامهم من قبل الحكومة والأولياء باتخاذ التلاميذ ”رهائن” في يد المضربين من أساتذة ومعلمين وعمال التربية· وقال ضيف منتدى ”البلاد” إن كلمة ”رهينة” تعني أن التلميذ مسجون بسبب عمال قطاع التربية وهو وصف لا يحبذه شخصيا· وفي رده على سؤال يتعلق باتهامات موجهة إلى النقابات التي شاركت في الإضراب الأخير بأنها تتعسف في استعمال الحق في الإضراب لتجعل التلميذ من دون دراسة وتستعمله لعبة في يدها، قائلا ”نحن نرفض مثل هذه الاتهامات ولا نقبلها”،
معللا ذلك بأنه ولحسن الحظ أن الدستور الجزائري الذي أعطى الحق لأي طفل جزائري في التمدرس والتعليم بنص المادة ,53 هو نفسه الذي منحهم حق الإضراب في المادة 57منه· وقال المتحدث ”إن كثيرين يتصورون أننا نستعمل التلاميذ للوصول إلى مآربنا ولكن الحقيقة غير ذلك”، مضيفا ”التلميذ سيستفيد كثيرا عندما تتحسن وضعية الأستاذ والمعلم خصوصا الوضعية الاجتماعية التي ترهق كاهل الآلاف منهم”· وذهب دزيري إلى أبعد من ذلك حين أكد أن هناك الكثير من التلاميذ ممن يثقون في أساتذتهم ويتفهمون دخولهم في إضراب·
وعبر دزيري عن أمنيته في أن تقتدي الجزائر ببعض الدول المتقدمة مثل ألمانيا التي تضع الأستاذ في المرتبة الأولى من حيث الأجور، حيث يجد الطالب الجامعي نفسه منساقا بعد التخرج آليا نحو عالم التدريس لأنه العالم الذي يتمتع فيه بجميع حقوقه، ومن ثم يمكن أن يقدم مستوى جيدا ويستفيد التلاميذ من مستوى تعليمي جيد أيضا·
جريدة البلاد يوم
25/10/2011