في (الشكل رقم
يظهر إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة إلى (مكة المكرمة)، وهي المعبر عنها بالحرف (M)، كما يظهر القطب الأرضي الشمالي عند الحرف (N)، وكذلك القطب الأرضي الجنوبي عند الحرف)S(، وخطوط الطول والعرض مرسومة لكل عشر درجات، كما هو مرقوم على الشكل، ولقد أضيف خط العرض 25 درجة جنوباً للحاجة إليه في دقة رسم القارات.
والترقيم المسجل على الدائرة الخارجية، يمثل الانحراف الدائري الجغرافي.
بالنسبة إلى مدينة (مكة المكرمة)، بحيث إننا لو أخذنا خطاً مستقيماً بين (مكة المكرمة) وبين أي مكان على هذا الإسقاط، فإن امتداد هذا الخط إلى هذه الدائرة الخارجية يقرأ الانحراف الدائري لهذا المكان عن مدينة (مكة المكرمة).
وفي (الشكل رقم 9) وقعنا القارات السبع للعالم فوق خريطة الإسقاط السابقة، في مواقعها الصحيحة بالنسبة إلى خطوط الطول والعرض الأرضية.
وبهذا توصلنا إلى إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة إلى مدينة (مكة المكرمة) للإسقاط المطلوب في هذا البحث.
ولقد لاحظنا عندما رسمنا دائرة مركزها مدينة (مكة المكرمة)، وحدودها خارج القارات الأرضية السبع، أن محيط هذه الدائرة يكاد يدور مع حدود القارات الخارجية، وذلك يعني أن موقع مدينة (مكة المكرمة) هو مركز الأرض اليابسة على سطح الكرة الأرضية، كما هو موضح في (الشكل رقم 10): ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)) [البقرة:143] وصدق الله العظيم: ((لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)) [الشورى:7]
إعادة إسقاط خريطة العالم بالنسبة للاتجاهات الصحيحة للصلاة:
لقد تم بحمد الله تعالى..( ) إسقاط خريطة العالم بالنسبة إلى مدينة (مكة المكرمة)، بحيث يمكن عند استعمال هذا الإسقاط معرفة زاوية انحراف أي بلد عن (مكة المكرمة)، وكذلك مقدار المسافة بينهما.
وإننا نريد( ) إعادة الإسقاط مرة أخرى بحيث نحتفظ بالمسافات الصحيحة بين (مكة المكرمة)، وبين بلدان العالم كما هي.
ثم نستعمل زاوية انحراف البلد عن (مكة المكرمة) بدلاً من زاوية انحراف (مكة المكرمة) عن هذا البلد.
وعلى ذلك يصبح هذا الإسقاط الجديد مساعداً على معرفة اتجاهات الصلاة مباشرة في كل مكان من العالم باستعمال هذه الخريطة الجديدة.
ويمثل (الشكل رقم 11) هذا الإسقاط المطلوب، ونلاحظ على هذا الإسقاط بعض العقبات التي تمنع الاستفادة منه في الغرض المطلوب له.
ولقد حاولنا تذليل هذه العقبات بحلول مناسبة سيأتي بيانها تباعاً فيما بعد.
ملاحظات على هذا الإسقاط:
1- خطوط العرض تتقاطع مع بعضها، وتدور حول مدينة (مكة المكرمة)، وليس حول القطب الأرضي، كما هو المعتاد.
2- خطوط الطول تظهر في شكل بيضاوي تتوازى ولا تتقابل مع بعضها، وهذا خلاف الواقع.
3- يحدث تداخل بين خطوط العرض الجنوبية مع خطوط العرض الشمالية في بعض مناطق الإسقاط.
4- خطوط العرض الجنوبية يظهر بعضها في أعلى خريطة الإسقاط، كما يظهر البعض الآخر منها في أسفل هذه الخريطة، بينما تظهر خطوط العرض الشمالية في وسط الخريطة.
5- جميع الانحرافات الدائرية تظهر على خط العرض الواحد.
6- تندمج بعض المساحات في بعضها البعض وتظهر على شكل عقدة.
7- المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي تتسع كثيراً جداً عن حقيقتها المعروفة.
8- يحدث اقتراب في هذا الإسقاط بين المنطقة القطبية الجنوبية والمنطقة القطبية الشمالية.
ونلاحظ من التشكيل العام لمجموعة خطوط الطول والعرض وتقاطعها، وعدم ظهورها بالترتيب المعتاد في اتجاه واحد، أنه يتعذر رسم القارات السبع للكرة الأرضية على هذا الإسقاط بشكل منتظم، كما اعتاد الناس أن يروها على صفحات الأطالس الجغرافية.
ولقد كانت المحاولة الثانية أننا نستعمل الإسقاط الأول المبين في الشكل رقم (9) كما هو، ثم نوقع عليه خطوط اتجاهات الصلاة المتساوية في المقادير( ).
ولقد تم توقيع هذه الخطوط باستعمال الجهاز الحاسب الإلكتروني، وحصلنا على الرسم المبين في (الشكل رقم 12)، و (الشكل رقم 13). ونلاحظ على هذا الإسقاط ما يلي:
1- أن خريطة إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة إلى (مكة المكرمة) تظل كما هي.
2- أن خطوات اتجاهات الصلاة المتساوية في المقادير، تتقابل في ثلاث مناطق فوق هذا الإسقاط، هي (مكة المكرمة)، والقطب الشمالي، والقطب الجنوبي.
3- أنه يوجد تماثل بين خطوط اتجاهات الصلاة المتساوية في النصف الشرقي والنصف الغربي من الكرة الأرضية بالنسبة إلى (مكة المكرمة) من ناحية الشكل، ولكنها تختلف عنها من ناحية المقادير.
وهذه الخريطة يستطيع الشخص العادي أن يستفيد منها في معرفة اتجاه الصلاة في المكان الموجود فيه، ولكن وجود التجمعات الثلاثة لخطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة في بعض المناطق، يجعل الاستدلال على اتجاه القبلة في هذه الأماكن غير يسير، حيث قد تختلط عليه الاتجاهات لتقاربها كثيراً من بعضها البعض.
لاحظنا عند رسم خريطة العالم، وتوقيع خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة عليها، أن هذه الخطوط تتجمع عند ثلاثة أماكن:
أولها: (مكة المكرمة)، وهذا التجمع طبيعي، لأن اتجاه الصلاة دائماً نحوها.
وأما التجمعان الآخران: فهما عند القطبين الأرضيين، وهذا التجمع يمكن التغلب عليه، لأن السبب فيه هو تقابل خطوط الطول عند القطبين الأرضيين.
وإذا باعدنا بين هذه الخطوط في رسم خريطة العالم فإنه بالتبعية يحدث ابتعاد بين خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة في هذين المكانين.
وعلى ذلك استعملنا الإسقاط المتعامد لخطوط الطول والعرض الأرضية، بدلاً من الإسقاط السابق بيانه، وهو المرسوم في الشكل رقم (
السابق.
وفي حالة الإسقاط المتعامد، وهو الإسقاط الاسطواني، نجد أن جميع خطوط العرض تتوازى مع بعضها البعض، وكذلك جميع خطوط الطول، وأن كلاً منهما يكون عمودياً على الآخر، وهذا الإسقاط على نوعين:
أ- الإسقاط المتساوي.
ب- إسقاط مركيتور.
ففي الإسقاط الأولى نجد أن المسافات بين خطوط العرض تساوي نظائرها على سطح الأرض، وأما المسافات بين خطوط الطول فهي تساوي المسافات التي بينها عند خط الاستواء الأرضي.
وهذا الإسقاط لا يحتفظ بمقياس رسم صحيح بين الطول والعرض، سوى عند خط الاستواء فقط، ولكنه شائع الاستعمال في الأطالس الجغرافية.
وأما في الإسقاط الثاني فإنه يتم المحافظة على مقياس الرسم عند تقاطعات خطوط الطول والعرض، وبذلك يكون التشابه قريباً من الصحة في الأماكن المحدودة، ولو أن الخريطة جميعها لها مقاييس رسم مختلفة عن بعضها. ونلاحظ عند توقيع خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة على هذين الإسقاطين أن هذه الخطوط تتجمع عند (مكة المكرمة)، ولكنها تفترق عند المنطقة القطبية الشمالية والجنوبية.
وأما التجمع الحادث عند طرف الخريطة فهو تجمع هذه الخطوط عند جزيرة (موروروا) من مجموعة جزر بولنيزيا، وهي النقطة المقابلة لمكة المكرمة في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، ولقد سبق ذكرها في هذا البحث، وهذا التجمع لا يعنينا، لأن هذه المنطقة في وسط المحيط الهادي وبعيدة عن القارات الأرضية المعمورة بالسكان.
وفي (الشكل رقم 14) نجد الإسقاط الأول المتساوي بدون رسم خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة عليه، ولكننا بدلاً من ذلك كتبنا عليه مقادير انحرافات القبلة عند كل تقاطع بين خطوط الطول والعرض، وهذا الرسم يصلح استعماله لذوي الدراية، ممن يعرفون خطوط الطول والعرض المارة ببلادهم، فيقرأون اتجاه القبلة من هذا الرسم مباشرة أو بعد عملية تناسب رياضية بسيطة.
كما يوجد إسقاط مركيتور لخطوط الطول والعرض في (الشكل رقم 15(، وبعد ذلك رسمت خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة على كل من هذين الإسقاطين، كما هو مبين في (الشكل رقم 16)، و (الشكل رقم 17).
وهذه الخرائط يستطيع الشخص العادي الاستفادة منها في معرفة اتجاه الصلاة الصحيح في أي مكان يوجد فيه.
وذلك أولاً بتحديد مكانه على الخريطة، ثم بعد ذلك يقرأ المقدار العددي المكتوب على أقرب خط من خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة إلى هذا المكان، فيكون هذا الرقم العددي هو الانحراف الدائري إلى مدينة (مكة المكرمة) من عند هذا الموضع، ثم باستعمال بوصلة مغناطيسية عادية يمكنه تحديد اتجاه الصلاة الصحيح بعد ذلك.
ولكن المنطقة المحيطة بـ(مكة المكرمة) عن قرب لا يزال يصعب بيان الخريطة فيها، ولذلك عملت المحاولة الثالثة التي سيأتي شرحها، فيما يلي:
في هذه الحالة استعملنا إسقاطاً جديداً يجمع بين الإسقاط الأول الخاص للكرة الأرضية بالنسبة إلى (مكة المكرمة)، وبين الإسقاط المتعامد.
وفي هذا الإسقاط نرسم خطوط الطول متوازية، والمسافات التي بينها متساوية، وتكافئ المسافات الفاصلة بينها عند خط الاستواء الأرضي.
ثم نوقع عليها خطوط العرض بصورة صحيحة تجعلنا نحتفظ بالانحرافات الصحيحة بين نقط تقابل هذه الخطوط مع خطوط الطول وبين (مكة المكرمة). وعلى ذلك نستطيع أن نسجل هذه الانحرافات الدائرية على محيط الدائرة الخارجي لهذا الإسقاط.
وفي هذه الحالة لا نحتاج إلى رسم خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة السابق ذكرها، بل نأخذ الانحراف المطلوب لأي مكان من الرقم المدون على محيط دائرة الإسقاط، كما هو الحال في خريطة العالم حول (مكة المكرمة). ولقد تم توقيع هذا الإسقاط كذلك باستعمال الجهاز الحاسب الإلكتروني، و (الشكل رقم 18) يبين هذا الإسقاط في صورة دائرة.
ملاحظات أخرى:
1- تظهر الخريطة بوضوح، لأننا لا نحتاج لرسم خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة عليها.
2- المنطقة المحيطة بـ (مكة المكرمة) والقريبة منها يسهل تعيين اتجاهات الصلاة فيها بدقة.
3- القارات الثلاث الرئيسية، وهي آسيا وإفريقيا وأوروبا، يمكن توقيعها بشكل مألوف على هذا الإسقاط، بينما القارات الثلاث الأخرى، وهي الأمريكتان، واستراليا يتعذر ذلك معها، حيث نشاهد من خطوط الإسقاط